دوالي الخصية هي مرض يصاب بها الرجال عادة من سن ١٥ إلى ٢٥ عامًا، وعلى الرغم من عدم خطورتها على الصحة إلا أنه لا ينبغي تركها دون علاج؛ لأنها تؤثر على صحة الرجل الجنسية والإنجابية إضافة إلى مقدار الإزعاج، والألم البدني الذي تتسبب في حدوثه، ولا يستطيع بعض الرجال ممارسة حياتهم بشكل طبيعي بسببها، وتحدث دوالي الخصية لدى ١٠٪ من الرجال، وتكون نسبة ظهورها في الخصية اليسرى أكبر من الخصية اليمنى، ولكنها تؤثر على صحة الخصيتين، وتقلل من درجة حرارتهما مما يؤثر على جودة، وعدد الحيوانات المنوية، ويتسبب في أغلب الأحيان في حدوث العقم لدى الرجال، لكن لحسن الحظ هناك علاجات جراحية كثيرة يمكنها إنهاء المعاناة مع الدوالي سنتعرف سويا عليها.
دوالي الخصية
تتواجد الخصيتان داخل كيس الصفن المزود بأوعية دموية تعمل على تغذيتهم، وإمدادهم بالدم، وعند حدوث خللا في تدفق الدم وزيادة كميته عن الطبيعي وعدم تصريفه بشكل مناسب تحدث مشكلة دوالي الخصية، وقد يعيش الرجل مع هذه المشكلة دون أن يعاني من أي مضاعفات أو يلاحظ أي أعراض، ولكن في حالات كثيرة قد يتطور الأمر لمضاعفات خطيرة تؤثر على الحياة الإنجابية للرجل
أسباب دوالي الخصية
لم تستطع الدراسات اكتشاف سبب معين وراء حدوث دوالي الخصية، لكن يمكننا القول إن الأسباب التالية بالتجربة هي أكثر الأسباب شيوعًا وراء حدوثها:
تلف صمامات الأوردة
يمتلئ كيس الصفن بالأوعية الدموية التي تغذي الخصية، وهذه الأوعية مزودة بصمامات تسمح بمرور الدم في اتجاه واحد إلى القلب، ثم تُغلق بعد ذلك، وعند حدوث أي خلل في هذه الصمامات يعود الدم مرة أخرى إلى الأوردة مسبب احتقان، وتورم وارتفاع في درجة حرارة الخصية.
العوامل الوراثية
يجب على الشخص الذي يوجد لديه استعداد جيني أو أصيب أحد أفراد أسرته بدوالي الخصية من قبل أن يقوم بإجراء فحوصات دورية حيث إن فرص الإصابة تزداد لديه أكثر من غيره.
أعراض دوالي الخصية والانتصاب
تكمن خطورة دوالي الخصية في أن أعراضها تكون غير واضحة، ويصعب اكتشافها إلا عندما يقوم الطبيب المعالج بفحص الخصية وكيس الصفن، لكن هناك بعض الأعراض التي عند ملاحظتك لها يجب أن تتوجه لاستشارة الطبيب فورًا، وهذه الأعراض هي:
- الإحساس بوجود تكتل في الخصية أو ثقل وتغير في شكل وحجم الخصيتين أو في خصية واحدة منهم.
- الإصابة بالعقم وعدم القدرة على الإنجاب.
- ظهور تورمات، وأوردة بشكل غير طبيعي في كيس الصفن المليء بالأوعية الدموية المغذية للخصية، ويكون شكل دوالي الخصية أقرب إلى كيس من الديدان.
- المراحل المتقدمة من دوالي الخصية يحدث فيها ألم مصحوب بحكة، ويظهر عند ممارسة أنشطة بدنية أو الوقوف لفترات طويلة، ويشتد الألم مع نهاية اليوم في ساعات الليل، ويختفي عند الاستلقاء على الظهر.
- صغر حجم إحدى الخصيتين عن الأخرى، وتكون هي الخصية المتأثرة بدرجة كبيرة.
- ضعف الانتصاب، وانخفاض الرغبة الجنسية لدى الرجل مع وجود اضطرابات في النوم، والشعور بالاكتئاب، والتعرق المستمر.
- فقدان العضلات بصورة كبيرة.
طرق تشخيص دوالي الخصية
يستخدم الطبيب المختص طرق مختلفة لتشخيص الدوالي حسب درجة شدتها ومنها:
الفحص الجسدي
يفحص الطبيب الخصية ظاهريًا من خلال عدة طرق أولها أنه يسأل المريض عن وجود ألم من عدمه، ثم يفحص الخصية بنفسه لاكتشاف أي كتل كبيرة في الحجم، وفي حالة كانت الكتل صغيرة يطلب من المريض الوقوف، والتنفس بعمق، ثم حبس النفس، ومن خلال هذه الطريقة تظهر أي أوردة متورمة أو كتل صغيرة الحجم.
الموجات فوق الصوتية
هذه التقنية الحديثة هي الأكثر دقة في اكتشاف دوالي الخصية، وهي الأسهل بالتأكيد، وتعتمد على تصوير كيس الصفن بالموجات فوق الصوتية، ومن خلالها يمكن اكتشاف أي ورم أو تكتلات.
هل دوالي الخصية خطيرة؟
لا تُشكل دوالي الخصية خطر في حال تمت معالجتها فورًا، لكنها تنقسم إلى عدة مراحل، وتختلف كل مرحلة عن الأخرى في شدة تأثيرها حيث أن المرحلة الثالثة إلى الرابعة هي الأخطر، وتركها دون علاج قد يؤدي إلى ضعف إنتاج هرمون التستوستيرون، وقلة عدد وجودة الحيوانات المنوية، ويترتب على ذلك ارتفاع فرص الإصابة بالعقم، وعدم القدرة على الإنجاب.
أضف إلى ما سبق أن نقص هرمون التستوستيرون الشديد لا يؤثر فقط على الحياة الجنسية للرجل، بل إنه قد يتسبب في مضاعفات أخرى مثل الإصابة بهشاشة العظام أو مرض السكري.
مضاعفات دوالي الخصية
لا تمثل دوالي الخصية خطر على الحياة، ولكنها في بعض الحالات قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل:
العقم
يتواجد كيس الصفن خارج الجسم في درجة حرارة أقل من درجة حرارته، وذلك لإنتاج حيوانات منوية عالية الجودة؛ لذلك عند حدوث دوالي الخصية وتجمع كميات من الدم في الأوعية الدموية المغذية لها ترتفع درجة حرارتها، وتتأثر جودة الحيوانات المنوية مما يؤثر على الخصوبة، ويواجه الرجال صعوبة في الإنجاب قد تصل إلى العقم الكامل.
انكماش الخصيتين
ازدياد الضغط الدموي على الخصية يؤدي إلى تلف الأنابيب المنتجة للحيوانات المنوية والتي تشكل النسبة الأكبر من الخصية، وبالطبع يؤدي تلفها إلى صغر حجم الخصية، وضمورها مع الوقت.
خلل الهرمونات
لن تتمكن الخلايا المسؤولة عن إنتاج هرمون التستوستيرون في الخصية من القيام بمهمتها بشكل سليم؛ لذلك ينخفض هذا الهرمون مع الوقت وهو الهرمون المسؤول عن ظهور صفات الذكورة لدى الرجل، كما أنه مسؤول عن تعزيز الحياة الجنسية، ونقصه قد يؤدي إلى ارتفاع هرمون الاستروجين الأنثوي على الجانب الآخر.
لا تتهاون فيما قد يحدث إذا لم تعالج دوالي الخصية فورًا قد لا تمثل خطرًا على حياتك ولن تموت بسببها، لكنك قد تعاني من مضاعفات خطيرة تترتب عليها تؤثر في حياتك الزوجية، وتضعف قدرتك على الإنجاب، وتصيبك بالانزعاج، تواصل مع مستشفى بداية الآن لتنعم بحياة صحية، وتتخلص من الدوالي.
علاج دوالي الخصية
يمكن استخدام المسكنات مثل الإيبوبروفين، والأسيتامينوفين في إيقاف الألم الناتج عن دوالي الخصية، لكن علاجها الرئيسي يكون عن طريق الجراحة التي تتم ب ٣ طرق:
استئصال الدوالي
يقوم الطبيب في هذه العملية بتخدير المريض سواء باستخدام المخدر الموضعي أو العام، ثم يدخل إلى منطقة الدوالي من خلال الفخذ أو البطن، ويبعد الأوردة المتضررة، ويغلقها، ويغير اتجاه الدم ناحية الأوردة السليمة ذات الصمامات التي تعمل.
جراحة المنظار
يُدخل الطبيب من خلال شق في البطن معدات الجراحة، وتكون هذه الطريقة مؤلمة عادة، ولا تُستخدم بكثرة.
صمام الجلد
على الرغم من أنه أحد العلاجات الحديثة إلا أن أغلب الأطباء لا يلجئون إلى استخدامه؛ لأن هناك آثار جانبية ترتبط به وهو يتم عن طريق إدخال قسطرة أو أنبوب صغير الحجم من خلال الفخذ إلى شرايين الجسم يكون وظيفته منع سريان الدم إلى الأوردة المتضررة، ومع الوقت يتقلص حجم الدوالي، ويُخدر المريض في هذه العملية كليًا.
الأسئلة الشائعة
نصائح لمن يعاني من دوالي الخصية؟
يجب أن يتبع نظام غذائي متوازن يحتوي على كل العناصر الغذائية إلى جانب الإكثار من تناول العسل ومنتجاته، والانتظام على ممارسة الرياضة مع عدم الوقوف لفترات طويلة.
هل دوالي الخصية تسبب العقم؟
نعم؛ لأن الدوالي تؤثر على درجة حرارة الخصية، وتجعلها أقل من المعتاد والطبيعي؛ لذلك لا تتوفر البيئة المناسبة لإنتاج الحيوانات المنوية، ويحدث العقم.
هل عملية دوالي الخصية سهلة ام صعبة؟
العملية سهلة، وتحتاج فقط إلى طبيب اختصاصي متمكن، ويمكنك أن تمارس حياتك بشكل طبيعي بعد ٥ إلى ٧ أيام من إجرائها.
الخلاصة
دوالي الخصية ليست خطيرة إذا تم اكتشافها في المراحل الأولى ويكون علاجها سهل والتعافي يتم في وقت سريع، وتتمثل خطورتها في أنها تتطور، ويزيد معها فرص الإصابة بالعقم؛ لذلك من المهم مراجعة الطبيب عند ملاحظة أي علامة من علاماتها، والتواصل مع مستشفى متخصصة لإجراء الجراحة الخاصة بها.
